التاريخ : 2019-02-11
بريطانيا تقود الحملة
حملة لسحب مونديال "2022" من قطر !!
كشفت صحيفة الغارديان البريطانية اليوم مفاجأة مدوية عن حملة لإلغاء إستضافة دولة قطر لمنافسات مونديال كأس العالم لكرة القدم 2022، مشيرة الى أن الحملة يقودها الخبير بحزب المحافظين السير لينتون كروسبي مقابل حصوله على 5.5 مليون جنيه إسترليني للعمل على منح حق التنظيم لدولة آخرى، وذلك عبر شركته "CTF Partners" والتي قامت من قبل بتنفيذ حملة علاقات عامة لصالح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال زيارته لبريطانيا في العام الماضي.
وقالت الغارديان إن الحملة جاءت وفق خطة تم تسريبها كشفت الإستراتيجية التفصيلية للحملة وكيفية تنفيذ شركة "CTF Partners" لها وطريقة نشرها لروايات وسيناريوهات سلبية عن قطر يضغطون من خلالها على الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لسحب إستضافة مونديال من قطر وإعادة فتح باب الترشيح لدول أخرى.
وحملت الوثيقة المسربة عنوان "اقتراح حملة لتشويه قطر وتجريدها من إستضافة كأس العالم 2022" وكانت قد كتبت في أبريل 2018 وتم توقيعها من قبل السير كروسبي شخصياً.
وكشفت الغارديان إن كروسبي قال إنه سيشارك في الحملة وإن شركته المعنية بالضغط "CTF Partners" ستتقاضي 300 ألف جنيه إسترليني شهرياً وذلك لمدة 18 شهراً، هي عمر الحملة، وذلك من أجل تركيز الجهود على نشر الأخبار والقصص السلبية لنزع الشرعية عن الحكومة القطرية والضغط على الفيفا لفتح باب الترشيحات مرة اخرى ومنح حق استضافة مونديال 2022 لدولة أخرى.
وفي جزء من وثيقة الملعب المسربة والتي تحمل إسم مشروع الكرة "Project Ball"، قال كروسبي إن شركته "CTF Partners" لديها القدرة على إنشاء غرف لشن حرب بدوام كامل في جميع أنحاء العالم لنشر قصص سلبية عن دولة قطر في وسائل الإعلام الكبرى في مختلف دول العالم، هذا بالإضافة الى "فبركة" حملات شعبية "الذباب الإلكتروني" على وسائل التواصل الاجتماعي وممارسة الضغط على السياسيين والصحفيين والإكاديميين.
وقدمت "وثيقة الملعب" لمحة عن الخدمات السرية التي سيقدمها خبير استرالي في الاستراتيجية السياسية، حيث أنه بعد نجاحه في استراليا ساعد في إدارة حملات الإنتخابات البريطانية العامة الأربعة التي جرت في السنوات الأخيرة، ونظيرا لهذه الخدمات منحه رئيس الوزارء البريطاني السابق ديفيد كاميرون وسام فارس بعد أن قدم المساعدة في تأمين تكوين حكومة غير متوقعة بأغلبية للمحافظين وذلك في الانتخابات العامة لعام 2015.
كما أن السير كروسبي يعتبر من المقربين لوزير الخارجية الأسبق بوريس جونسون، والذي وصف مرات كثيرة بإنه يستخدم إستراتيجية كروسبي الإعلامية التي يُطلق عليها "القط الميت" والتي تعمل على إلهاء الصحفيين، وكان جونسون قد حصل مؤخراً على قرض 20000 جنيه إسترليني من شركة كروسبي، وقد قام بسدادها.
ومن عملاء كروسبي لمشروع "البروجيكت بول" شخص قطري محسوب على دول الحصار ومتورط في شن حملات ضد دولة قطر، وواجه هذا الشخص أسئلة متكررة حول مصادر تمويله وطبيعة نشاطاته في لندن، والتي تشمل شركاته التي تقوم بالدفع لأعضاء بالبرلمان البريطاني ومشاهير كرة القدم الإنجليزية من أجل المشاركة في الأحداث والفعاليات المناهضة لدولة قطر، وفي الكثير من الأوقات تتوافق نشاطات هذا الشخص وفعالياته التي ينظمها مع اهداف دول الحصار خصوصا السعودية والإمارات، وقد أنكر تمويل هذه الدول لنشاطاتها وقال إنه يقوم به مستخدما ثروته وأمواله الشخصية.
وفي السياق إنكر محامو كروسبي إبرام أي عقد مع شركة الشخص القطري ولم يتم تنفيذ أي من الأعمال التي وردت في الوثيقة المسربة، مؤكدين أن مقترح الحملة مثير للجدل نظراً للإنتقادات واسعة النطاق التي تتضمنها من أجل محاولة سحب استضافة المونديال من قطر.
وقالت الغارديان إن كروسبي لم يرد على طلبها للتعليق على ما كشفته الوثيقة المسربة، لافتة الى أن شركته غلوفر بارك قد نفذت حملة علاقات عامة لصالح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال زيارته الرسمية إلى المملكة المتحدة العام الماضي.
ويبرز التقرير أن صحيفة الغارديان ومجموعة الحملة "سبينواتش" اتطلعتا على الوثيقة كجزء من التحقيق حول كيفية تحول المملكة المتحدة إلى مركز رئيسي لحملات الضغط العالمية ضمن استراتيجيات حرب الوكالة في الشرق الأوسط.
ويضيف التقرير: "يقدم "كروسبي" في هذه الوثيقة مقترحاً لتوحيد الانتقادات العالمية ضد دولة قطر ضمن سيناريو موحد، وكذلك تقويض سياسات القيادة القطرية، بما في ذلك ربط أنشطة الدولة بالإرهاب في أذهان الجمهور".
وقال كروسبي في الوثيقة: "يتمتع شركاء CTF بعقود من الخبرة في إدارة الحملات التي تغير أو تعزز آراء الناخبين وسلوكهم.. وهذه الخبرة تخبرنا أن الحملة المتكاملة التي تدار باحتراف وتنتشر عبر جميع أدوات التأثير المتاحة، يمكن أن تكون ناجحة، ونحن واثقون من أنه على الرغم من التحديات، فإن الأمر نفسه ينطبق على ممارسة الضغط على الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لتجريد قطر من حقها في استضافة كأس العالم مثل أي حملة أخرى قمنا بها".
ويكشف تقرير الغارديان، إنه خلال العام الماضي تبرعت شركة كروسبي بعروض بقيمة عشرات الآلاف من الجنيهات إلى نواب حزب المحافظين. وفي نوفمبر 2017، اجتمع وزراء الحكومة البريطانية وعشرات من نواب حزب المحافظين، بمن فيهم وزير الدفاع، غافين ويليامسون، ووزير الصحة، مات هانكوك، لحضور حفل عيد الميلاد السنوي لشركة CTF المملوكة لكروسبي.
ويكشف تقرير الغارديان أيضاً، أن كروسبي أخبر الشخص القطري المحسوب على دول الحصار والمتورط في شن حملات تشويه ضد قطر على مدى الـ 18 شهراً الماضية، أنه إذا ما انخرطت CTF في الحملات، ستحتاج إلى 300 ألف جنيه إسترليني شهريا بالإضافة إلى ضريبة القيمة المضافة للعمل على تقويض مصداقية حكومة قطر. هذا بالإضافة إلى أكثر من 100ألف جنيه استرليني لإجراء البحوث التي من شأنها ربط الدوحة بالإرهاب في أذهان الجمهور. كما سينفذ شركاء CTF ضغطاً مباشراً على الفيفا للتراجع عن قرار منح كأس العالم 2022 إلى قطر من خلال إنشاء قواعد للحملة في لندن وواشنطن وميلانو وسيدني وكانبيرا.
وتكشف الوثيقة أيضا أنه سيجري: "تحديد هوية جميع الشركاء المحتملين في وسائل الإعلام والسياسة والصناعة والأوساط الأكاديمية والحكومية ، وسيتم التواصل معهم لتنفيذ محاولة متعمدة لإعلامهم وتحفيزهم بشأن الحاجة إلى إعادة النظر في استضافة قطر لكأس العالم عام 2022".
وقال كروسبي إن شركته يمكنها أيضا إدارة حملات على الإنترنت لوضع قطر تحت الضغط، باستخدام تويتر، وفيسبوك، وإنستغرام ، وسناب شات لتحويل الجمهور إلى أدوات للحملات.
ويضيف: "سيكون تركيز فريقنا المتفاني على إنشاء نشاط وتفاعل، وتشجيع المستخدمين على الانضمام إلى مجتمع أو منصة إلكترونية، وتسجيل الدخول بها، ومشاركتها مع أفراد أسرهم وأصدقائهم. ومن ثم يمكن بعد ذلك تعبئة هؤلاء المؤيدين للتواصل المباشر مع صانعي القرار الرئيسيين في الفيفا.
كما عرض كروسبي في اقتراحه، إمداد الشخصية القطرية المحسوبة على دول الحصار، بإحصائيات حول أنشطة أفراد الجمهور الذين كانوا على استعداد لاتخاذ إجراءات على الإنترنت ضد قطر ، بالإضافة إلى إدارة حملة إعلامية عالمية.
عدد المشاهدات : [ 5811 ]